سكون طرابلس
قادة
 المحاور في طرابلس . فجأة تصبح العبارة عبارة للمقالات و وجهات النظر... 
والناظر من بعيد يكاد يضحك من فسيفسائية المدينة المشهد مسرحي لا وقت 
للتمرن عليه . الناظر من الداخل يعتمد على أذنيه في تبيان حدة النزاع 
واتساعه ألاخذ في التحول . الناظر السامع اللهم الا ان كان من المغضوب 
عليهم ممن يسكن احد المحاور...  
يتتبع السامع الخبر كالاتي:
هاون؟ قذيفة صاروخية؟ وابل من رصاص يقترب .لا بد أن المسلحين دخلوا الأزقة الاقرب؟
معزوفة منفرة فكل عزف لا يحترم السكون لا يعول عليه و المستهدف هنا : السكون .
ومن  السكون  السكينة  :وحري باهل "السلام عليكم " أن يقدروا ذلك حق قدره. 
و
 في السكون جلاء الضوضاء عن الكلام فيميز الخبيث من الطيب. و أهم ما فيه 
أنعدام الهمزات و انقطاع الوسوسة فيصبح بذلك صوت العقل جلياً و تنقطع سطوة 
الغريزة و اهمها العصبيه الجاهلية ما يعرف بالطاءفية 
. 
  و هو من السكن مقام الزوج من النفس يسكن اليها. و اذا ما طاب السكون ما بين اثنين زادت الالفة . 
من اجل ذلك كان كل تأليب و إثارة للنزعات  و  الفتن و شق الفرق معتمداً الضوضاء. تراها تهدد السكينة و تهد السكن. 
 
 في السبع الاواخر عانى سكان مدينة طرابلس من الضوضاء الهدامة الا اولاء 
الذين عانوا اكثر من ذلك ففقدوا من اعزاءهم من ققدوا او ابتلوا بمالهم و ما
 لهم . اولاء ندعوهم و انفسنا الى اللجوء الى السكينة و اعمال العقل. و 
النطق البعيد عن متنازعات الاهواء حتى لا تزيد الفتنة و لا ينتصر الفاتنون.
و
 من كباءر الامور التي تم اللجوء اليها وسوسة الشاءعات الهادفة الى ازكاء 
العصبيه و الغضب. و ليس كمثل الهواء يلمز النار . و "الغضب جمرة من نار" 
فتجنبه حكمة و اطفاؤه عبادة و مشعله وسواس. و الاستعانة عليه تكون بنقيضه 
من الاكثار من عمل الخير التبرع بالدم و الدواء  و الاقلال من تناقل 
الشاءعات كي لا تزيد الشيع و تقوى.
و
 من الوساوس تلك الاتية من النفس متى ضعفت. و في زمن الحروب تضعف هذه امام 
الشهوات و يزيد حب المال و ان كان عبر الاحتكار و اغلاء الاسعار حتى يصبح 
الفقير الذي عادة ما يشقى  في تأمين عيشه شبه عاجز عنه و يزيد من اسعار 
ناره  و يبعده عن طريق العقل. اليوم مثلاً دون الاسبوع الفاءت زاد سعر 
الخضار و الفاكهة الى ما ناهز الضعف في بعض الاحيان و الامر سياخذ في 
التفاقم اذا لم نعمل براي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - جاءوا إليه وقالوا
 : 
نشتكي
 إليك غلاء اللحم فسعره لنا ،فقال: أرخصوه أنتم ؟ فقالوا :نحن نشتكي غلاء 
السعر واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة فتقول :أرخصوه أنتم ؟ وهل 
نملكه حتى نرخصه ؟وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا ؟ فقال  :اتركوه لهم.. و 
اما الامام علي رضي الله عنه فوصى ان يستبدل الزبيب بالتمر متى زاد سعر 
الاول. و ما بين الامتناع المطلق و المقايضة رساءل لمن يقرأها تختلف في 
درجاتها و تثبت في اصولها ليظل الحق حقاً و يزول الباطل. فدعوا البزخ تقوا 
التاجر نفسه و تقوون الفقير عليها. 
ما
 بين ممارسة السكون صمتاً و كلاماً و الاكثار من العطاء على اشكاله و 
الامتناع عن الاسراف برنامج مقاومة طويل لا نصر الا به و ان كان من عند من 
هو اعلم به و بنا.


Comments
Post a Comment